جريمة وعبرة / الهروب من الخطأ
شاء الله سبحانه و تعالى أن تصرخ لبنى الفتاة الصغيرة ذات الخمسة أعوام خوفا من وخز الإبرة التي تناولتها الممرضة ، وهو الذي قدر مرور مديرة المركز الصحي الدكتورة فاطمة في نفس اللحظة و إلى نفس المكان . دخلت الدكتورة فاطمة إلى غرفة الفحص لتجد تلك الطفلة الصغيرة غارقة في دموعها خوفا من سحب عينة من دمها . و بمجرد دخولها للغرفة ماكان إلا أن وقعت عيناها على خادمة تجلس في الغرفة المجاورة تمسك بطفلين صغيرين لا تتجاوز أعمارهم الثلاث سنوات ، صدمت الدكتورة فاطمة فلم تكن تملك الخادمة أية خادمة فقد إرتبطت ملامحها بمفاهيم اللإنسانية و إنعدام المسؤولية ، و تذكرتها الدكتورة فاطمة.
فهي نفس الخادمة التي كانت تعمل لديها قبل ثلاثة أشهر و قامت هى نفسها بإلغاء إقامتها و إرسالها إلى بلدها و ذلك بسبب حملها لطفل غير شرعي في ظروف لم تتبين أسبابها . و كما اعتلت علامات الإندهاش على وجه الدكتورة فاطمة ، ظهر الخوف و الأرتباك جليا على قسمات وجه الخادمة فهي قطعا لم تتوقع أن تجد مخدومتها أمام ناظريها بعد أن فعلت ما فعلت و أجهضت جنينها .
قصة لا تصدق ، ففي غرفة التحقيق باحت الدكتورة فاطمة بمكنونها و الحسرة و الندم تملكها ، تقول : ( بعد أن رأيت تلك الخادمة في ذلك الوضع و أنا التي قمت بإرسالها إلى بلدها لتجنب المسائل ، كنت أظن أنني أعطيتها فرصة أخرى لتبدأ حياة جديدة مع طفلها و بالمقابل قتلت تلك الروح البريئة ، فعندما وجدتها تمسك بطفلين ليسا من صلبها ، علمت بأني سأكون المسؤولة عما قد يحدث لأبناء مجتمعي جراء تصرفي غير المسؤول ، فمن لم يكترث بطفل من لحمه و دمه ، فلا إستبعد أن تهون عليه أرواح لا تربطه بها أي رابط . )
عبرة : لا تحسب أنك بتصحيح الخطأ بخطأ آخر تساهم في حل المشكلة من الأساس ، فأنت بهذا تحاول أن تؤجل إيجاد الحلول ، وهذا ما قامت به بطلة هذه القصة ،، فقد ظنت أن تدارك الخطأ بإرسال الخادمة إلى بلدها هو حلا للمسألة ، متجاهلة القوانين ، فبعدم مراعاتها للوائح و إتخاذها الإجراءات السلمية كادت أن توقع عائلة أخرى في مأشاة لا يعلم مداها الا الله .