جريمة و عبرة ...الطموح المدمر
الأستاذ لمياء مديرة قسم الشؤون المالية ، تميزت خلال السنوات العشرة بمهارتها في العمل ،وإلى جانب ذلك كان معروف عنها حدة طباعها و مزاجيتها التي كانت تترجم إلى قسوة في التعامل مع الموظفين أدت مع الوقت إلى نفورهم من حولها فكان الجميع يتجنبها .
جاء يوم التكريم الذي ينتظره الكثير من المتميزين في الدائرة وكانت الموظفة حصة من بينهم ،وبمجرد تكريم حصة وحصولها على الترقية ، أراد الله أن تمر بتجربة جديدة كأختبار لصبرها فكان من نصيبها أن تعمل مع الأستاذ لمياء . ورغم أن الجميع حذرها من مرؤوستها إلا انها قبلت التحدي ووضعت نصب عينيها حب العمل و أصبح شغلها الشاغل رغم سيل المضايقات التي إنهالت عليها . و بإصرارها بإرتفاع مستويات الأداء بحيث تجاوزت حدود الدائرة ، و أنهالت عليها العروض ففرحت الأستاذة لمياء لأنها ستتخلص من الموظفة التي أصبحت محط إهتمام الجميع مشكلتا خطرا على منصبها و مكانتها ،غير أن فرحتها لم تكتمل إذ بادرت الإدارة العليا بالإدارة بالتمسك بالموظفة حصة .
هنا ثارت ثائرة الأستاذة لمياء فأحست بالتهديد وفي لحظة ضعف لفقت مكيدة ورسمت خطة محكمة للإيقاع بحصة تلك الموظفة التي لم يكن لها ذنب سوى تميزها و إجتهادها في عملها ، و بفضل مهارات الأستاذة لمياء في الشؤون المالية أثبتت أن الموظفة الجديد خدعت الجميع و قامت بإستقطاب مبالغ هائلة من ميزانية الدائرة لحسابها الشخصي . لم يصدق أحد الخبر و شاعت الشكوك في مصداقية ماتدعيه . إستمرت إجراءات البحث و التحري لأيام إلى ان تبين ان حصة هي الضحية لألاعيب مرؤوستها التي أخذتها الغيرة و الحقد ، ورغم مادربت لها إلا أن الحقيقة بانت للعيان ووقعت في شر أعمالها .
العبرة : لابد أن تتلازم صفتي التميز و الطموح ، ولكن لكل منا نصيبه من هذه الحياة و المنصب كرسي ربما هو اليوم لك و لكنه غدا لغيرك فلو دامت لغيرك ماوصلت لك . وكما يقول المثل ( لكل مجتهد نصيب ) فلا تدع طموحك يأخذك إلى متاهات مظلمة تظلم بها نفسك ومن حولك.
أما العنصر الأهم في كل ذلك هو طريقة التعامل مع الموظفين و كيفية كسب ثقتهم وإحترامهم بطريقة إيجابية ليعم النفع على الجميع .