ملتقى أفضل التطبيقات الشرطية يناقش إدارة الحركة المرورية
ناقش ملتقى أفضل التطبيقات الشرطية الثانى عشر الذى تنظمه القيادة العامة لشرطة دبى تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولى عهد دبى رئيس المجلس التنفيذى لإمارة دبى , فى اليوم الرابع و الأخير , سبل تطبيق خدمات الذكاء الاصطناعى فى إدارة الحركة المرورية على الشوارع بما يساهم فى خفض أعداد الحوادث وخاصة المؤدية إلى إصابات ووفيات .
وشهد سعادة اللواء المهندس المستشار محمد سيف الزفين , مساعد القائد العام لشؤون العمليات , الجلسات التى ناقشت أثر تقنيات الذكاء الاصطناعى و السيارات الذكية فى القيادة الأمنة على الطرقات , وأهمية دور البرامج التوعوية فى تقليل حوادث الوفيات إلى جانب إلقاء الضوء على أهم التجارب والإستراتيجيات التى ساهمت فى الحد من الحوادث , والتوقعات المستقبلية لقطاع المرورفى ظل تنامى قطاع الذكاء الاصطناعى .
برنامج النجوم
وقدم العميد أحمد كاسب الحمودى , من شرطة الفجيرة , شرحاً حول برنامج الإمارات للخدمات الحكومية المتميزة "برنامج النجوم العالمى" . وبين أن البرنامج يقوم بتقييم وقياس أداء كل مركز من مراكز الخدمات فى وزارة الداخلية على نطاق تقييم "نجمتين إلى سبعة نجوم " من خلال عملية تقييم تعتمد مبدأين هما التركيز على خدمة المتعملين وتحقيق الترابط و الكفاءة .
وبين أن البرنامج يأتى تماشياً مع رؤية الإمارات 2021, مشيراً إلى أنه وبناء على توجبهات الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية , عملت الوزارة على تشكيل فريق عمل لتطوير مراكز خدمة المتعاملين وتم نشر ثقافة البرنامج على مرتب الشرطة و تقوية مهارات الموظفين عبر البرامج التخصصية فى هذا المجال ما ساهم فى تحقيق أرقام متقدمة و تحقيق مؤشرات مرتفعة فى إسعاد المتعاملين .
كما وقدم العميد الحمودى شرحاً عن أهم المشاريع المبتكرة فى شرطة الفجيرة وهى " الخارطة الذكية " و جهاز مكانى و القرية المرورية" .
نظام الضبط التقنى
بدوره , قدم الرائد خميس العيالى من شرطة دبى شرحاً حول نظام إدارة و مراقبة أجهزة الضبط التقنى المعتمد فى الإدارة العامة للمرور فى شرطة دبى , مبيناً أن النظام عبارة عن نظام تقنى متكامل لربط ومراقبة أجهزة الضبط التقنى " الرادارات " ويزود الشرطة بكافة المعلومات عن هذه الأجهزة وبياناتها ومواقعها و الأعطال التى تصيبها .
وبين أن النظام يتيح مراقبة أداء أنظمة الضبط التقنى والتدقيق على سلامة الضبطيات وقياس الكفاءة التشغيلية لكل جهاز رادار إلى جانب الإستعلام عن تقارير الصيانة الدورية وتوفير ملخصات عن السرعات.
وأكد أن النظام يخدم أهداف القيادة العامة لشرطة دبى فى دعم المبادرات الحكومية فى التحول الذكى واعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعى و التأكد من استمرارية عمل الأجهزة بكفاءة .
السيارات ذاتية القيادة
ومن جانبها , قدمت الدكتورة نيكولا سكالا , عالمة نفس فى مجال علم المرور من جامعة بيغاسو فى إيطاليا , ورقة عمل بعنوان " السيارة ذاتية القيادة بدون سائق ... هل نثق بها ؟" موضحة أن التطور التكنولوجى و الذكاء الاصطناعى يلزم العاملين فى القطاع المرورى على استغلال هذا التطور بهدف خفض الحوادث المرورية مستقبلاً.
وأشارت إلى أن التطور التكنولوجى وتقنيات الذكاء الاصطناعى سيقودنا مستقبلاً إلى وجود سيارات بدون سائق فى الشارع لكن بحوثنا ودراساتنا أظهرت أن الشباب مرتاحين لتلك السيارات لكن الأشخاص الأكبر سناً لديهم تخوف فى هذا الشأن , وهناك مخاوف أيضاً فى استخدام هذه السيارات الذكية فى مناطق المدارس و الأحياء المأهولة بالسكان .
ولفتت إلى أن دراسة تم أجراؤها مع قوات الشرطة الأوروبية أظهرت ان نسبة كبيرة من الضباط 90% أكدوا عدم ثقتهم بالسيارات ذاتية القيادة للقيام بالمهام الشرطية, وذلك بسبب مخاوف بشأن السلامة و الأمان , لكنهم أكدوا أنه يمكن استخدام هذه السيارات الذكية فى تأدية خدمات معينة بسيطة فى شرطة دبى , وليس فى كافة العمليات الشرطية.
البرامج التوعوية
وبدوره , تحدث العقيد باولو سيسترا , المدير التنفيذى لسلامة الطرق فى الشرطة الوطنية الإيطالية , عن دور البرامج التوعوية لمستخدمى الطريق فى تقليل أعداد المتوفين ضمن حوادث السير , مشيراً إلى أن سلوكيات البشر على الطرقات تعتبر من أهم عوامل الحوادث وخاصة الأشخاص غير المطبقين لعمليات السلامة .
وقال إن الإتحاد الأوروبى يلزم الدول الأعضاء بالعمل على تخفيض الحوادث المرورية , وتم إعداد دراسة خلصت إلى ضرورة الاستمرار فى وضع برامج تثقيقية لمستخدمى الطرق وخاصة لفئة الشباب إلى جانب تبنى برامج ذكية متطورة للاطلاع بشكل مستمر على إحصائيات الحوادث.
وأشار إلى أن برامج التعليم و التثقيف يجب أن تحتوى على التقنيات الذكية و الذكاء الاصطناعى و التدريب و التعليم المستمر , مؤكداً أن الاتحاد الأوروبى لديه وفيات على الطرقات فى الحوادث الصعبة بنسبة 20% ويأمل فى عام 2020 إلى خفض هذه النسبة إلى 10% اعتماداً على أهمية تبنى سياسات وطنية لكل دولة إلى جانب ضرورة وجود برامج تثقيفية وتعليمية صارمة وضابطة لسلوك السائقين مع تقديم برامج تدريبية لمدربى السياقة وليس فقط المتدربين .
درجات الإصابة
وقدمت الدكتورة جو بارنز , من جامعة لفرا من المملكة المتحدة , ورقة عمل بعنوان " شدة الإصابة الناتجة عن الحوادث المرورية " مستعرضة درجة شدة الإصابات الناجمة عن الحوادث وفقاً لدليل المستخدم فى الإتحاد الأوروبى.
وبينت ان تقيم درجات الإصابات بدأ منذ عام 1969 وكان ينص على تقسيم الإصابات استناداً لوقوع حادث الوفاة من عدمه لكن حالياً يتم تقييم الاصابات إلى 6 مستويات حسب القدرة على معالجتها طبياً من عدمه , حيث أن الدرجة الأقل هى إصابة بسيطة يمكن معالجتها ام الدرجة 6 فهى إصابة قوية قد تؤدى إلى حدوث الوفيات.
التحقيق فى الحوادث
وبدوره , قدم البروفيسور ديتمار أوتيه , من معهد هانوفر للأدلة فى الجمهورية الألمانية , شرحاً حول طرق التحقيق فى الحوادث المرورية التى تسببت فى وقوع وفيات , مستعرضاً مجموعة من الحوادث وطرق التحقيق فيها فى ألمانيا وكيف تم إعادة محاكاة الوقائع من خلال تنفيذ حوادث مشابهة فى المنطقة.
مبادرة شرطة لندن
وبدوره, قدم السيد ستيورد لوفات , من المملكة المتحدة , ورقة عمل عن مبادرة رئيسية تقوم بها شرطة لندن حالياً على طرقها السريعة للحد من الحوادث تدعى " القيادة من أجل عمل أفضل " مبيناً أن المبادرة هدفت إلى رفع مستوى الوعى عند السائقين من خلال توعيتهم بإجراءات الصحة و السلامة فى الشوارع وتنفيذ حملات توعوية فى المناطق الجبلية بما يساهم فى خفض نسبة الحوادث مستقبلاً.
ونوه السيد لوفات إلى وفاة 1793 شخصاً فى حوادث على الطرق السريعة فى 2017 فى المملكة المتحدة وهو ما استدعى وجود المبادرة لتقليل عدد الحوادث.
الإستراتيجية الألمانية
وقدم الروفيسور ولفرام هيل , من جامعة لدويغ ماكساميليان فى ألمانيا , شرحاً حول الإستراتيجية الألمانية فى الحد من الحوادث القاتلة على الطرقات خلال العشرين سنة المقبلة عبر الإعتماد على الأنظمة الذكية و أنظمة الذكاء الاصطناعى.
وبين أن الاستراتيجية تعتمد على ضرورة التشديد على عدم استخدام الهواتف أثناء القيادة وحتى من قبل المشاة أثناء عبور الشوارع , وكذلك التشديد على استخدام حزام الأمان وخاصة للأطفال فى المقاعد الخلفية .
وشدد على أن الإستراتيجية تؤكد ضرورة استخدام مقاعد للأطفال فى المقاعد الخلفية للسيارات و التى يمكن أن تخفض إعداد الوفيات من الأطفال بنسبة 30% , مستعرضاً أنواع المقاعد التى يفضل استخدامها للأطفال بما يتناسب مع طبيعية أجسامهم الضعيفة.
كما وبين أن الإستراتيجية تسعى أيضاً إلى فرض قيود متزايدة من القوانين المرورية فى المناطق التى يصعب الوصول إليها.