عاشت الجدة أمينة حياة كريمة طوال الثمنين عاماً الماضية , ومنذ سبع سنوات و الجدة تسكن غرفة صغيرة فى مستشفى , بسبب التهاب أدى إلى بتر رجليها وعدم قدرتها على المشى , فقرر أبناءها الستة أن تسكن المستشفى حتى تتحسن حالتها , ومرت الأيام حتى نسيت الجدة من الجميع .
تقول الممرضة سارة كنت موجودة عندما أدخلت الجدة أمينة العنبر و أنا أراقب حالتها الصحية من ذلك الوقت , وإلى جانب ذلك كنت أراقب حال أبنائها الذين كنت نادراً ما أراهم فى بادىء الأمر إلى أن انقطعت زياراتهم نهائياً .
تقول سارة ( كنت مشرفة على حالتها و كانت الجدة تسأل باستمرار عنهم وعن أحفادها , وفى نوبات المرض التى كانت تمر بها , كانت تهذى بأسمائهم ) , وقد جربت الاتصال بأحد أبنائها عله يعطف على أمه العجوز ويقوم بزياراتها .
تقول الممرضة : جاء ذلك اليوم الذى قام به أبنها الأصغر بسؤال ممرضات المناوبة عن أمه العجوز , فعمت الفرحة فما اقسى أن يتخلى الابن عن والديه. وبعد ذلك اليوم تكررت زيارات ابنها ذو السلوك المضطرب كما وصفته الممرضات . إلى أن جاء ذلك اليوم الذى تلقيت فيه الاتصال الهاتفى من النيابة العامة لاستكمال التحقيقات فى قضية سرقة ممتلكات .
كانت صدمة كبيرة لى عندما عرفت أن أبن الجدة أمينة هو السارق , والمسروق سيدة عجوز مهملة منذ سبعة سنوات فى مستشفى , وعلمت أيضاً أن ابنها مدمن للمواد المخدرة , حيث قام بأخذ بصمة أمه أثناء زياراته المتكررة للاستيلاء على ممتلكاتها .
عبرة : العائلة أهم المحاور التى ترتكز عليها حياة الإنسان , وهى الأساس فيما هو عليه الآن , فلا تخسر عائلتك بسبب الطمع و الجشع , و الانجراف خلف ملاذ الحياة , قال تعالى " ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا " .
أما الإدمان فيعمى صاحبه , ويدفعه إلى أفعال مشينة , لا تحمد عقباها .