حمورابي حكم بابل بين عامي 1792- 1750 ق.م حسب التاريخ المتوسط هو من العموريين ، وهو سادس ملوك بابل وهو أول ملوك الإمبراطورية البابلية و لقد ورث الحكم من والده "سين موباليت " ،وكانت منطقة بلاد الرافدين دويلات منقسمة تتنازع السلطة فيما بينها ، فوحدها حمورابي مكوناً إمبراطورية ضمت كل من العراق و المدن القريبة من بلاد الشام حتى سواحل البحر المتوسط و بلاد عيلام و مناطق أخرى .
وكان حمورابي شخصية عسكرية لها القدرة الإدارية و التنظيمية و العسكرية , ومسلته الشهيرة المنحوتة من حجر الديوريت الأسود و المحفوظة الآن في متحف اللوفر بباريس ، تعتبر من أقدم و أشمل القوانين في وادي الرافدين بل العالم , و تحتوي مسلة حمورابي على 282 مادة تعالج مختلف شؤون الحياة الإقتصادية والإجتماعية وهو على جانب كبير من الدقة لواجبات الأفراد وحقوقهم في المجتمع ، كل حسب وظيفته و مسؤوليته و يشتمل قانون حمورابي الذي صدر في السنوات الأخيرة من عهدة قمة ما وصلت إليه وحدة البلاد السياسية و الحضارية حيث طبق القانون على جميع المدن و الأقاليم التي ضمتها الدولة البابلية وضم القانون مختلف القواعد و الأحكام القانونية كمبدأ التعويض و مبدأ القصاص و مبدأ عدم جواز التعسف بإستعمال الحق الفردي ومبدأ القوة القاهرة وكان يتم تعديل بعض القوانين و إضافة القواعد التي تتطلبها المرحلة الجديدة التي تمر بها الإمبراطورية ، وقد قام حمورابي بإتباع سياسة مركزية تعتمد على سلطته دون أي تدخل من قبل الكهنة و كانت الإمبراطورية تدارمن قبل الحكام الذين يعينهم في المدن والأقاليم المختلفة وكان كل حاكم مسؤول عن إدارة شؤون إقليميه بصورة عامة و تتركز واجباته في حفظ الآمن و الإستقرار و الإشراف على تنفيذ المشاريع العامة و المحافظة على أمن و سلامة طرق المواصلات إضافة إلى مسؤوليته المباشرة عن إدارة المقاطعات و الأراضي الملكية وكان حمورابي على إتصال دائم بحكام أقاليمه و موظفيها يوجههم و يبعث إليهم بالتعليقات التفصيلية في مختلف القضايا كبيرها و صغيرها و يستدل من مجموعة الرسائل الملكية الكثيرة التي أرسلها إلى حكامه لا سيما إلى حاكم مدينة لارسا .
وبعد وفاة حمورابي تولى الحكم خمسة ملوك أخرهم " سمسو ديتانا" الذي هاجم الحيثيون البلاد في زمنه في عام 1594 ق.م فأحتلوها ، و خربوا العاصمة و نهبوا كنوزها بعدها رجعوا إلى جبال طوروس.
التاريخ :
الملك حمورابي هو أحد ملوك السلالة الأولى التي حكمت مدينة بابل ، ورث قوة أبيه " سين موباليت " و بدء حكمه في عام 1792 ق.م ، كانت مدينة بابل إحدى الدويلات في منطقة السهل الرسوبي ، أما الملوك الذين حكموا قبل الحمورابي فكانت منطقة حكمهم تتكون من بابل وسيبار و كيش و بورسيبا ، ولقد تمكن حمورابي من هزيمة مملكة لارسا في الجنوب و مملكة اشنونة و حارب كذلك الملك الاشوري شمشي أدد الأول و تمكن من هزيمة العيلاميون في الشرق وشن حربا على بلاد سومر الجنوبية فضمها إلى مملكته و استولى على مدينة آشور و إفتتح المدن القريبة في بلاد الشام و سواحلها وكون إمبراطورية سامية ونشر الحضارة البابلية و ثقافتها في البلاد التي فتحها وعني عناية شديدة بإدارة المملكة وضبطها وقام حمورابي بمشاريع عديدة بخاصة مشاريع الري فنشر الرخاء في البلاد كما عنى عناية خاصة بالشؤون الدينية والعدل .
إستخدم حمورابي فائض القوة لديه لبناء أسوار المدن و المعابد و القصور و حددت البيوت الخاصة شوارع المدينة الضيقة و المتعرجة و كان للبيت النموذجي فناء مركزي تحيط به الغرف وكان يحيط بالمدينة سور ضخم للدفاع عنها ضد الغزاة و كان له عدة بوابات يعقد عندها التجار أسواقهم و قد تاجر هؤلاء بالمواد الغذائية و المنسوجات و مواد البناء و المواشي وقد كان التجار البابليون يرحلون إلى بلاد الشام و بلاد آشور و الممالك الواقعة على الخليج العربي وكانوا يتاجرون بالمنسوجات و الحبوب مقابل الذهب و الفضة و الأحجار الكريمة .
في سنة 1801 ق.م هاجم العيلاميون مدينة أشنونة وقاموا بتدميرها وكذلك دمروا مدن أخرى وبعد ذلك قرر العيلاميون محاربة حمورابي فقرر حمورابي التعاون مع مملكة لارسا ، إلا أن مملكة لارسا لم تفي بوعدها بمساعدة حمورابي بسبب خوفهم من العيلاميين إلا أن حمورابي تمكن من هزيمتهم و بعد ذلك قرر مهاجمة مملكة لارسا بسبب عدم مساعدتهم له كما وعدوا فتمكن من إسقاط مملكة لارسا ، وبعد ذلك إتجه حمورابي إلى الشمال فتمكن من فتح مدينة ماري و البيرو وقطنا ووصل إلى ديار بكر شمال سوريا ،وفي عام 1750 ق.م حمورابي وورثة إبنه سمسو ايلونا .