الأستاذ الدكتور نعمان جمعة
ولد جمعة في 22 يونيو (حزيران) 1934 ، والده كان مهندسا زراعيا ، وكانت والدته سيدة متعلمة و محافظة . وفي منزل الأسرة بشبين الكوم عاصمة محافظة المنوفية ، تربى نعمان جمعة بين عشرة أبناء ، خمسة أولاد ، و خمس بنات ، وكان هو أصغرهم جميعا .
وفي شبين الكوم ، إلتحق نعمان بمدرسة المساعي المشكورة ، من المراحل الأولى في الإبتدائي وحتى الثانوي ، وفي عام 1948، عندما كان عمره 14 عاما ، إنضم الطالب نعمان جمعة إلى لجنة الطلبة الوافديين ، فقد كان والده يشجعه على الإنضمام للوفد ، وعلى المشاركة في المظاهرات التي تندد بالإستعمار و تطالب بجلاء الإنجليز عن مصر . وإلتحق جمعة بكلية الحقوق ، وبعد التخرج عمل وكيلا للنائب العام ، وتنتقل بين نيابات جنوب القاهرة ، وباب الشعرية . وفي شهر ديسمبر (كانون الأول ) من 1956، وعندما وقع العدوان الثلاثي على مصر ، إنضم جمعة و بعمر 22 عاما إلى الفدائيين وحارب الإسرائيليين في سيناء ، ثم تم أسره من قبل القوات الفرنسية وبعد حوالي شهرين تم الإفراج عن الشاب الثائر نعمان جمعة و رفاقه ، ولم ينقذهم من هذا الأسر سوى البوليس الدولي الذي سلمهم إلى البوليس المصري.
بعدها بعدة أشهر ، سافر جمعة إلى فرنسا في بعثة لنيل درجة الدكتوراه في جامعة باريس ، وحصل على الدكتوراه في القانون المدني بتفوق ، وحصرت جامعة باريس على أن تضمه إلى صفوف هيئة التدريس للإستفادة من كفاءته ، وهناك أيضا عمل بالمحاماة . و بعد عشر سنوات قضاها في باريس قرر نعمان العودة إلى مصر ، ليدرس لأجيالها القانون ، وإلتحق للعمل بالتدريس في كلية الحقوق بالقاهرة ، وتدرج أستاذ الجامعة في المناصب حتى إنتخب عميدا لكلية الحقوق مرتين متتاليتين . وظل رجال الوفد منذ عام 1978 في صراع مع السلطة داخل أروقة المحاكم ، وتمكن الدكتور نعمان جمعة من الحصول على حكم تاريخي بعودة الوفد إلى الحياة السياسية عام 1984.
وقاد جمعة عملية عودة الوفد مجددا إلى الحياة السياسية ، فكان مع آخرين يعد الأوراق ، و يجمع الوثائق ، ويرفع الدعاوى ، ويترافع أمام القضاء طالبا بعودة الوفد . وهو ماتحقق له في نهاية المطاف ليعلن في مؤتمر صحفي عالمي عودة الوفد لأن زعماءه السابقين ، و أبرزهم فؤاد (باشا) سراج الدين و إبراهيم فرج كانا معزولين سياسيا . ومنذ عام 1984 ، ظهر الدكتور نعمان بإعتباره الذراع اليمنى و الرجل الثاني لفؤاد باشا وظل ملاصقا له ، يشاركه تحركاته و قراراته وكل كمعارك الوفد ومع عودة الوفد وصدور صحيفته في 22 مارس 1984، خصص الدكتور نعمان جمعة له زاوية بالصحيفة بعنوان " نبضات "
في 9 أغسطس (آب)، تولى جمعة رئاسة الوفد بعد رحيل فؤاد سراج الدين ، بإعتباره النائب الأول لرئيس الوفد ، وفقا لنص الحزب التي تنص على أن يتولى النائب الأول الرئاسة لحين إنتخاب الرئيس الجديد ، وفي 15 أغسطس من نفس العام ، أصدر الدكتور نعمان جمعة بصفته رئيسا للحزب ، قرارا بدعوة الهيئة الوفدية للإجتماع في أول سبتمبر لإنتخاب رئيس جديد لحزب الوفد ، خلفا للراحل فؤاد سراج الدين ، وتضمن القرار فتح باب الترشيح للمنصب .
و اجريت الإنتخابات و أعلن فوز الدكتور نعمان جمعة برئاسة حزب الوفد خلفا لسراج الدين ، حيث تنافس 4 مرشحين ، حصل الدكتور نعمان جمعة على نسبة 78,25 % من الأصوات في إنتخابات لم يشكك أحد في نتائجها على الإطلاق ، وبعد تعديل المادة المثيرة للجدل رقم 76 في الدستور المصري التي دشنت أول إنتخابات رئاسية متعددة في مصر ، ترشح جمعة عن حزب الوفد منافسا للرئيس مبارك ضمن تسعة مرشحين آخرين ، لكنه حل في المرتبة الثالثة بعد مبارك ، و أيمن نور الرئيس السابق لحزب الغد . و أدت خسارة حزب الوفد في الإنتخابات البرلمانية التى جرت على ثلاث مراحل إلى تصاعد المطالب داخل الحزب لإستقالة جمعة ، بإعتباره المسؤول الأول عن ضعف وجود الحزب في الشارع المصري ، لكن الرجل الذي عرف طيلة سنوات حياته بالكفاح و الشغب رفض الإستقالة وشن حرب إقالات ضد مناوئية ليفتح بذلك صفحة مؤلمة في تاريخ الوفد الذي يرفع شعار " الحق فوق القوة و الأمة فوق الحكومة "
له مؤلفات كثيرة في القانون المدني و أشرف على الكثير من رسائل الدكتورة و الماجستير .